Jan. 3, 2025

عقلية الـمامبا: كوبي براينت

عقلية الـمامبا: كوبي براينت

الراحل كوبي براينت، أحد أعظم لاعبي كرة السلة في التاريخ، حقق خلال مسيرته العديد من الإنجازات البارزة التي جعلته رمزًا في عالم الرياضة. 5 بطولات في الدوري الأمريكي للمحترفين، 18 مشاركة في مباراة كل النجوم، في 22 يناير 2006، سجل براينت 81 نقطة ضد فريق تورونتو رابتورز، وهو ثاني أعلى رقم يسجله لاعب في مباراة واحدة في تاريخ الدوري. يحتل براينت أيضاً المركز الرابع في قائمة أكثر اللاعبين تسجيلًا للنقاط في تاريخ الدوري بمجموع 33,643 نقطة. كما ساهم في فوز المنتخب الأمريكي بالميدالية الذهبية في أولمبياد بكين 2008 ولندن 2012.

عندما بدأ براينت في مشاركة بعض أفكاره وقيمه، توقع أن يكون وسم “عقلية المامبا” مجرد هاشتاق، لكنه اجتذب الكثير من الاهتمام. بالنسبة لبراينت، كان الأمر أكثر من مجرد وسم؛ “عقلية المامبا” هي أسلوب حياة. في كتابه “عقلية المامبا: كيف ألعب”، يشارك كوبي براينت رؤى عميقة حول فلسفته في الحياة والرياضة، مسلطًا الضوء على عدة دروس وحكم يمكن الاستفادة منها:

العمل الجاد يتفوق على الموهبة

يؤكد براينت أن التفاني والعمل الجاد يتفوقان على الموهبة الطبيعية. كان معروفًا بجدوله التدريبي الصارم الذي يبدأ في الخامسة صباحًا، ولا يتوقف عند التدريبات في الصباح الباكر، بل ربما تدرب ثلاث مرات في اليوم الواحد. هذا المستوى من الالتزام ساهم في تفوقه على منافسيه.

“عليك أن تعمل بجد في الظلام لتتألق في الضوء. هذا يعني: يتطلب النجاح الكثير من العمل، وسيحتفل الناس بذلك النجاح، بذلك البريق والضجة. ولكن خلف ذلك البريق، هناك التفاني، التركيز، والجدية—وكل ذلك لن يراه الغرباء أبدًا. إذا توقفت عن التفاني في الحرفة، ستتلاشى الإعلانات والعقود.”

التركيز على العملية وليس النتيجة

يشدد على أهمية التركيز على الرحلة والتقدم المستمر بدلاً من التركيز فقط على النتائج النهائية. هذا النهج يساعد في التطور الشخصي والمهني.

“العقلية ليست عن السعي لتحقيق نتيجة—بل هي أكثر عن عملية الوصول إلى تلك النتيجة. إنها عن الرحلة والنهج. إنها أسلوب حياة. أعتقد أنه من المهم، في جميع المساعي، أن تكون لديك تلك العقلية.”

التعلم المستمر والفضول

كان براينت دائم البحث عن المعرفة، سواء من خلال قراءة الكتب أو التحدث مع اللاعبين والمدربين المخضرمين. هذا الفضول ساعده على تحسين مهاراته وفهم اللعبة بشكل أعمق. يشير إلى ذلك في كتابه عندما يتحدث عن بناء العلاقات الطيبة مع أساطير اللعبة مثل كريم عبدالجبار وماجيك جونسون وغيرهم، ويوجه السؤال بقوله: انظروا لحفل اعتزالي، كيف تعتقدون أنني تمكنت من وضع قميصي بين هؤلاء العظماء؟

“كطفل، كنت أعمل بلا كلل على إضافة عناصر إلى لعبي. كنت أرى شيئًا أعجبني شخصيًا أو على الفيلم، أذهب لممارسته فورًا، أمارسه أكثر في اليوم التالي، ثم أستخدمه. بحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى الدوري، كانت لدي منحنى تعليمي قصير. كنت أستطيع رؤية شيء، استيعابه، وإتقانه.”

التعامل مع الفشل كفرصة للتعلم

يرى براينت أن التحديات والضغوط هي فرص للنمو والتطور. كان يعتبر الفشل جزءًا من الرحلة نحو النجاح، ويستخدمه كدافع للتحسين المستمر.

“ألم الهزيمة منخفض بقدر ما تكون فرحة الفوز عالية. ومع ذلك، هما نفس الشيء بالنسبة لي. أكون في الصالة الرياضية في نفس الوقت بعد خسارة 50 مباراة كما أكون بعد الفوز ببطولة. لا يتغير الأمر بالنسبة لي.”

القيادة بالقدوة

كان براينت يعتقد أن القادة يجب أن يكونوا قدوة لفرقهم، من خلال العمل الجاد والالتزام، مما يلهم الآخرين لتقديم أفضل ما لديهم.


“روتيني كان مرهقًا. كان يتضمن الصباح الباكر والليالي المتأخرة. كان يتضمن تمارين الإطالة، رفع الأثقال، التدريب، اللعب، التعافي، ودراسة الأفلام. كان يتطلب الكثير من العمل والساعات. إنه—بلا كذب—مرهق. لهذا السبب، يقلل الكثير من اللاعبين من رفع الأثقال والتدريب خلال الموسم. يحاولون الحفاظ على طاقتهم. لكنني لم أفعل ذلك. وجدت أن، نعم، هذا العمل قد يكون مرهقًا يومًا بعد يوم، لكنه يجعلني أقوى وأكثر استعدادًا خلال الأيام الصعبة من الموسم والمباريات النهائية.”

هذه الدروس تعكس فلسفة كوبي براينت في الحياة والرياضة، وتقدم إلهامًا لأي شخص يسعى لتحقيق التميز في مجاله. تجسد الاقتباسات المذكورة الروح القتالية والتفاني الذي ميز كوبي براينت طوال مسيرته، وتظل مصدر إلهام للرياضين في كل مكان.