مصرفية جيل الكنبة وخيارات الزعزعة المتاحة في القطاع المصرفي أمام نماذج الأعمال الرقمية الناشئة والبنوك الرقمية الناشئة
مصرفية جيل الكنبة وخيارات الزعزعة المتاحة في القطاع المصرفي أمام نماذج الأعمال الرقمية الناشئة والبنوك الرقمية الناشئة
البنوك الرقمية أو المصارف الرقمية التي تقدم الخدمات المصرفية لعملاءها عبر تطبيقات الجوال أو الأجهزة الذكية بدون وجود واقعي عبر فروع تقليدية .. تشير تقديرات بعض الشركات الاستشارية والتقارير المنشورة إلى أرقام في حدود ٣٠٠ إلى ٤٠٠ بنك رقمي شغالين حول العالم اليوم .. الفارق في الرقم من عندي أنا سببه ملاحظتي على بعض الأسماء اللي أعرف إنها ماهي بنوك رقمية وإن كانت حاصلة على رخصة أحيانا .. لكنها فعليا بتقدم فقط بعض خدمات المدفوعات المصرفية لكنها ليست بنوك بالمعنى المتعارف عليه للبنوك .. وربما سبب هذا الشي عدم الاتفاق على تعريف واضح ومحدد مين هو اللي ممكن نقول عليه بنك رقمي سواء كنت تبغى تسميه Challenger Bank أو NEOBank أو غيرها من الاسماء
واللي يشوف إنه الرقم صغير لازم ينتبه إلى إننا بنتكلم عن نموذج عمل رقمي بالكامل .. يتمتع بمرونة عالية وقدرة توسعية كبيرة وهيكل تكاليف بسيط .. يعني قدرة كبيرة على استقطاب العملاء من المنافسين وتقديم تجربة مختلفة بتكلفة أفضل
هذا السوق سوق المصارف الرقمية في آخر التقديرات المنشورة من وحدة التقارير في ستاتيستا حجمه المتوقع في ٢٠٣٠ حوالي ٢ تريليون دولار .. نتكلم عن سوق المصارف الرقمية بالتحديد مع توقعات نمو سنوي بنسبة ٥٠٪ سنويًا علما إن تقديرات حجم السوق لعام ٢٠٢٢ نمو إلى حول ٦٦ مليار دولار
نشرت ABI Research في ٢٠٢١ تقريرا توقعت من خلاله نمو قاعدة العملاء لأكبر ٥٧ بنك رقمي من ١٥٥ مليون عميل في ٢٠٢٠ إلى ٥٩٠ مليون عميل في ٢٠٢٦ وهي زيادة تمثل نمو بمقدار ٤٣٥ مليون عميل في ٦ سنوات يعني البنوك الرقمية حول العالم متوقع تضيف لقاعدة عملاءها أكثر من ٧٢ مليون عميل كل عام إلى ٢٠٢٦
تخيل سوق بنسبة نمو ٥٠٪ سنويا ومن المتوقع أن يبلغ حجمه في ٢٠٣٠ حوالي ٢ تريليون دولار و ٦٠٠ مليون عميل .. مين ما يبغى يكون له نصيب من هذي الكعكة؟ ياخي خذ لك ١٪ بس من هذا السوق ٢٠ مليار دولار .. ٢٠ مليار دولار
هيا بنا نفتح بنك .. يا جماعة السوق ما يتفوت .. وهذا اللي سبب حركة لافتة في ٢٠٢٠ ورغم الجائحة إلا إن حوالي ١٠٠ بنك رقمي جديد دخلوا السوق في عام الجائحة .. انخفض هذا الرقم إلى النصف تقريبا في العام الذي يليه لكن إحنا بنتكلم اليوم عن أكثر من ١٥٠ بنك رقمي جديد عمرهم أقل من ٣ سنوات
في نكت كتير تتقال على البنوك لكن واحدة من أكثرها طرافة هي استخدام المثل الرائج the house always wins وهي في الأساس مقولة شائعة عن الكازينوهات أو صالات المقامرة لكن على مدى سنوات ترسخ هذا الانطباع عن البنوك بالعموم بأنها منشآت لا تخسر .. ومفروض وإنت خارج كعميل من البنك تعد أصابعك .. عادي جداً إحنا متعودين عالطقطقة دي خلاص
لكن بالعموم فكرة إن البنوك ما تخسر تعتبر سبب مغري أكثر لكي يهتم الكثيرون بالدخول لهذا السوق .. سوق فوزك فيه شبه محسوم the house always wins وفي أسوأ بيزنس بلان وpitch ممكن تعمله في الحياة راح توعد مستثمرينك المحتملين أو الملائكيين بـ ١٪ .. ٢٠ مليار دولار يا ظالم يا مفتري ٢٠ مليار دولار .. ما كان أحد غلب .. أنا مستعد أدلكم على بنك بيشتغل له ٥٠ سنة ما بيعمل ٢٠٠ مليون دولار يا معلم .. ٥٠ سنة ولسة ما بيعمل ١٪ من ٢٠ مليار حقتك .. ارحمونا من هذيان الـ ١٪ يا جماعة
للعلم في تقرير نشر في مايو ٢٠٢٢ نشرته شركة سيمون وكوتشر وشركاؤهم للاستشارات عن مستقبل المصارف الرقمية قدروا نسبة البنوك الرقمية التي وصلت لنقطة التعادل BreakEven Point أو دخلت نطاق الربحية بنسبة لا تتجاوز ٥٪ من البنوك الرقمية العاملة
شركة كابجيميني للاستشارات نشرت تقرير أيضا استعرضت في أحد أجزاؤه مجموعة من المصارف الرقمية العاملة في جغرافيات مختلفة من قارات العالم ومن جميع البنوك المستعرضة وهي بنوك رقمية تعتبر الأفضل أداء ونمواً في سوقها حوالي ٥ بنوك فقط دخلت نطاق الربحية
إحنا بنتكلم عن بنوك عمرها اليوم تقريبا بين ٧-١٠ سنوات .. في الموسم الأول من Banking Unusual الحلقة الثانية كانت عن المصارف الرقمية وأجبت عن سؤال محدد: هل ستقضي المصارف الرقمية على البنوك التقليدية؟ راجعوا الحلقة الواقع ما اتغير كثير وإجابتي لا تزال كما هي
طيب نحول البوصلة قليلا ونسأل سؤال هي البنوك دي كلها بتفتح بسرعة كدا ليه وعشان مين؟
أولا .. السرعة سببها نجاح عدة نماذج وإثبات قدرة نموذج العمل على النمو Growth والتوسع Scalability والمؤكد الأخير الربحية Profitability فهذي الأركان الثلاثة هي الإشارات الخضراء اللي يحتاجها نموذج عمل المصرف الرقمي عشان يقول بسم الله .. اشتغلنا .. Growth Scalability Profitability فالبنوك اللي كانت مترددة لاقت في الإقبال والنمو الأسي في عدد الحسابات المصرفية والتدفقات النقدية والاستثمارات المجتذبة مؤكدات مهمة على إيجابية الدخول في هذا السوق
ثانيا ..بعد ما جاوبنا على جزئية ليش بيتسارع افتتاح البنوك الرقمية نجاوب على عشان مين
عشان مواليد الألفية وما بعدها GenX GenZ .. جيل الكنبة هم كلهم جيل الكنبة شيبس ومشروبات طاقة وقيمز ونتفلكس ويوتوب وتيكتوك وهجوم العمالقة وون بيس وبليتش والعودة في نفس الاتجاه ٧-٨-١٠ ساعات لا كلل ولا ملل .. طيب يا ابني روح البنك افتح حساب كلها ربع ساعة وانت مخلص .. يقول لك ماني فاضي .. مانت فاضي .. أصلا بجدولك دا رئيس الأمم المتحدة ذات نفسه فاضي اكتر منك
لكن على مين .. البنوك التقليدية فاهمة هذا الجيل كويس .. فكيف تتوقعوا كانت ردة فعلهم؟ قاموا بتحسين إجراءات فتح الحساب تنتهي في ٥ دقايق بس .. مستحيل قد ايش السرعة .. ما شا الله .. وفتحوا فرع جنب بيت العميل كمان .. كتير علينا هذي العبقرية والله يا جماعة كتير
حارجع معاكم بالذاكرة ورا شوية إلى ٢٠١٣ شركة سكراتش تابعة لڤياكوم الشركة اللي كانت مالكة لبلوكبستر .. سكراتش عملوا دراسة على مدى ٣ سنوات في محاولة لفهم طباع هذا الجيل جيل الألفية وواحد من الاسئلة .. سؤال بسيط حليو تروح البنك والا دكتور الأسنان ٧١٪ قالوا دكتور الأسنان مو بس كدا ٥٣٪ منهم ما يفرق معاهم اسم البنك ولا يشوفوا أساساً إنه في فرق بين اللي بيقدمه بنك والتاني و ٣٣٪ بيقولوا إنهم ما حيحتاجوا بنك خلال ٥ سنوات و ٧٠٪ يتوقعوا إنه الطريقة اللي حندفع بيها مقابل الخدمات والمنتجات حتتغير في خلال ٥ سنوات
الكلام دا في ٢٠١٣ إحنا اليوم في ٢٠٢٢ .. جيل الكنبة صح .. البنوك التقليدية غلط .. ما يبغالها لك لك زايد
هل البنوك التقليدية وعت الدرس؟ نعم وهذا يؤكده تحركاتها اليوم حيث إنه بنك رقمي من كل ثلاثة بنوك رقمية هو بنك تابع في الأساس لبنك تقليدي أو مجموعة مالية مصرفية تقليدية تستهدف الشرائح المخدومة جزئيا أو غير المخدومة داخل القطاع أو خارجه وهذا يعتبر Strategic Response مهم لتحركات السوق واللاعبين فيه وإن كان في شكل ردة فعل لكنه تحرك صائب تماماً وأتحفظ هنا وأقول (مبدئياً) .. فهو تحرك صائب تماماً مبدئيا .. لأني سبق وتحدثت كثيرا عن انخفاض حواجز الدخول للسوق اليوم مع تغييرات تشريعية جذرية سهلت الحصول على الرخصة المصرفية .. رغم صعوبة الإيفاء بشروطها .. إلا إن الحصول على رخصة مزاولة العمل المصرفي أو المصرفي الرقمي تبقى أسهل بكثير مما كانت عليه قبل ١٠ سنوات .. هذا النضج التشريعي الذي نشاهده اليوم هو ممكن رئيسي للابتكار في القطاع وحرك ركوده اللي دام لعدة عقود حول العالم
الآن كيف بتدخل البنوك التقليدية للسوق وتعيد تقديم نفسها كمصارف رقمية .. في عندنا ٣ تحركات رئيسية فإما إنها بتدخل بعلامة تجارية جديدة واسم جديد ومستقلة تماماً عن علامتها الرئيسية أو تتحرك بشكل تشاركي ولكن أيضاً ككيان مستقل واسم وعلامة تجارية منفصلة ولكن تستفيد من بعض الكفاءات في تغطية الأنشطة المشتركة مثل المالية والتسويق والموارد البشرية وإلى حد ما بعض الموارد التقنية أو تكون شركة شقيقة تستفيد من جميع الموارد المتاحة وتبني حلولها داخليا .. فهذي التحركات الثلاثة هدفها الرئيسي في السوق هو الابتكار من أجل الزعزعة Disruption
والنصيحة الذهبية من عراب الابتكار المزعزع Disruptive Innovation البروفيسور الراحل كلايتون كريستينسن هو إن هذي السواعد الرقمية للبنوك التقليدية طالما هدفها كنماذج أعمال هو الزعزعة فينبغي أن تكون منفصلة عن الأعمال الجوهرية للمنظمة اللي هي البنوك التقليدية في حالتنا .. وهذي النصيحة يطول تفسيرها لكن اختصاراً الهدف منها هو حماية المنظمة الناشئة من المنافسة على الموارد مع وحدات الأعمال الرئيسية اللي تمثل جوهر معادلة الربحية للمنظمة وأكبر مصادرها فالمتوقع في أي نقاش إنه يحسم لصالح وحدة الأعمال الجوهرية .. أو مدير المنتج الرئيسي اللي بيمثل أفضل مصدر للمبيعات والربح للشركة .. فهذا النوع من النقاشات والسلوكيات من الطبيعي إنه يقضي على أي فرصة متوقعة لنجاح الذراع الرقمي إذا كان ما يتمتع باستقلالية هيكلية تتيح له المرونة الكافية لاستغلال الموارد لتحقيق الأهداف المتوقعة .. عشان كدا نصيحة كريستنسن إذا برزت لك فكرة نموذج عمل ابتكاري مزعزع فالأفضل تفصله عن وحدة الأعمال الرئيسية في كيان مستقل Disruptive Business Models Must Be Separated From Core Business
لكن لأني سبق ونبهت على الحماس والعاطفة اللي ما يساعدها الواقع ولا بتدعمها معرفة صحيحة فأذكر هنا ٤ تنبيهات من مستفادة من مقال لكريستنسن منشور على المجلة الشهيرة Inc .. للفائدة عشان أي أحد بيحاول يشتغل على Disruptive Business Model ينتبه لها
١- ليس كل ابتكار هو ابتكار مزعزع بالضرورة فمجرد استحواذك على حصة سوقية أو استقطابك لعملاء من منافسيك لا يجعل من نموذج عملك مثالا على الابتكار المزعزع ٢- الزعزعة في صورتها الحقيقية تحدث عندما يركز اللاعب التقليدي على عملاءه الأكثر تحقيقا للربحية ويتجاهل شرائح العملاء الأخرى واحتياجاتهم ٣- الزعزعة تحدث عندما يستحوذ المنافس الناشئ على العملاء الذين تجاهلهم اللاعب التقليدي ويبدأ في الاستحواذ على شريحة العملاء الأكثر ربحية ٤- الزعزعة عملية تتطلب وقتاً وليست حدثاً في لحظة معينة وليست مجرد تقديم منتج أو خدمة للسوق
في عام ٢٠١٧ قام البنك الرقمي الاسترالي زينجا بإطلاق وعد كبير بتغيير شكل العمل المصرفي وزعزعة القطاع المصرفي .. وتلقى الرئيس التنفيذي إشادات كبيرة كبيرة بعد عرض تقديمي رائع على هامش مؤتمر للفينتك عقد في سنغافورة .. زينجا حصل على الرخصة المصرفية في ٢٠١٩ وبدأ عملياته المصرفية في يناير من عام ٢٠٢٠ من خلال تقديم منتج الحساب المصرفي والحساب الإدخاري بعائد .. لكنه كشركة تقنية مالية كان قبلها مقدم لعملاؤه بطاقة مسبقة الدفع مرتبطة بتطبيق للذكاء المالي وإدارة المالية الشخصية يحلل مدفوعات العميل ويعطيه توصيات لسلوكيات مالية أفضل .. زينجا نمت أعماله بسرعة وقدر يستقطب أكثر من ٢٥٠ مليون دولار ودائع لعملاء في منتج الحساب الإدخاري .. وقتها كان سعر الفائدة في السوق أقل من ١٪ لكن زينجا عرض على العملاء عائد على الحساب الادخاري ٢.٢٥٪ أعلى من السوق ومع دخول الجائحة ناس كثير بدأوا يحولوا فلوسهم زينجا بنك وكان عامل حملة إعلانية Ditch Daddy Banking Join Xinja Bank .. ديسمبر ٢٠٢٠ أعلن زينجا بنك خروجه من العمل المصرفي وإعادته للرخصة للبنك المركزي وإرجاع ودائع العملاء ومع السلامة .. خروج زينجا بنك بعد فشله تسبب في إن البنك المركزي الاسترالي يشدد شروط الحصول على رخصة مزاولة الأعمال المصرفية .. من الدروس المهمة المستفادة من قصة زينجا بنك واللي راعتها الشروط المشددة هي ضرورة وجود منتجات مصرفية مدرة للدخل .. ببساطة منتجات تمويل .. ما تبدأ بنك وما عندك منتج يجيب لك دخل .. الحبايب في زينجا كانوا مشغلين بنك خيري .. تحط فلوس تاخذ مكافأة .. فنانين والله
الأزمة ألقت بظلالها على بنوك رقمية أخرى في السوق الاسترالي ٤٠٠ ٦٨ بنك خرج أيضا من السوق بعد استحواذ البنك التقليدي ناشيونال استراليان بنك عليه .. مصرف Volt غير استراتيجيته للتركيز على BaaS
في المملكة المتحدة الوضع مختلف شوية .. عندنا رويال بنك اوف سكوتلاند مجموعة مصرفية عملاقة تم تأسيسها عام ١٧٢٤ ميلادي .. يعني بنتكلم عن حوالي ٣٠٠ سنة banking .. دا مو بنك تقليدي دا أبو البنوك التقليدية كلها .. في مارس ٢٠١٨ أعلن RBS إنه راح يقدم مصرف رقمي مستقل .. علما إنه أموره طيبة وعنده موبايل app وحوالي ٥.٥ مليون عميل نشط عالموبايل وكسر سلسلة خسائره التشغيلية آخر ١٠ سنوات ورجع للربحية .. لكن برضه .. فرصة تأسيس بنك رقمي مستقل ينافس الشركات الناشئة في قطاع التقنية المالية والمصارف الرقمية تظل فكرة لها بريقها مع صعود النجوم الرقميين ومميزات نموذج العمل الرقمي .. نوفمبر ٢٠١٩ بزغت شمس بو بعلامتها الصفراء البراقة التي ترمز للشمس .. وبدأ المصرف في إصدار بطاقات المدفوعات للعملاء وتشغيل حساب مصرفي ادخاري بدون عائد .. مجرد حساب توفير .. مع أداة إدارة المالية الشخصية PFM tool وكالمعتاد توصيات بسلوكيات مالية أفضل وما شابه من الخدمات المصرفية الأساسية .. الهدف من تأسيس بو كان منافسة لاعبين مثل مونزو وريفلوت وهي بنوك رقمية صاعدة .. نجح البنك في استقطاب ١١ ألف عميل وخلال ٦ شهور من بدء أعماله أعلن في أول مايو من عام ٢٠٢٠ إنه سيودع السوق وتغرب شمسه للمرة الأخيرة .. منح البنك عملاؤه شهرين لترتيبات سحب أرصدتهم .. وانتهت قصة بو بعدما تم إنفاق حوالي ١٠٠ مليون جنيه استرليني
هذي أمثلة بسيطة على وعود تسويقية كبيرة من لاعبين بعضهم لا يزال ناشئ في سوق متوحش لا يعرف الرحمة ولا يرحم حتى بنك عمره ٣٠٠ سنة
ختاماً
ذكرنا في هذي الحلقة ٣ إشارات خضراء ينتظرها السوق ليتأكد من إمكانية الفوز في منافسة تأسيس بنك رقمي وهي النمو والتوسع والربحية Growth Scalability Profitability سوق المصارف الرقمية مؤكد تستطيع تحقق فيه هذي المعادلة .. ولكن مجرد تأكيد الاحتمال لا يكفي للفوز وشفنا زينجا وبو كأمثلة
المرحلة القادمة في تقديري الشخصي هي أصعب مرحلة على البنوك الرقمية التي لا زالت تصارع في مرحلة النمو والتوسع ولم تخرج بمسار واضح للربحية .. خصوصاً البنوك الرقمية التي لا زالت تعتمد على نموذج مجانية الخدمات "أبو بلاش" .. تلك التي لا زالت تفتقر لمحفظة تمويل وحزمة منتجات تمويلية منوعة .. أسعار الفائدة المرتفعة هي عدو رسمي ولدود لمجانية الخدمات وكرت خاسر تماماً في جولات الاستثمار .. ما تقدر تقنع مستثمر إنك كشركة ناشئة أو بنك رقمي ناشئ تبغى تحرق فلوسه خمسة سنين قدام في وقت السوق تتوفر فيه فرص بعوائد مجزية .. هذي المعادلة ربما كانت مقبولة في سوق أسعار الفائدة فيه صفرية وسالبة .. لكن اليوم الوضع اختلف .. والتحدي القادم للاعبي التقنية المالية الفينتك والبنوك الرقمية الناشئة هو قدرتهم على رسم مسار متوازن بين النمو والتوسع والربحية. لا تزال الفرصة سانحة لنماذج الأعمال الرقمية الصاعدة ورشاقتها تمنحها فرصة مواتية للتحرك السريع وتعديل نماذج أعمالها بما يتناسب مع ظروف هذه المرحلة .. تتوقع أكسينتشر إن سوق المدفوعات سينمو من ١.٥ تريليون في ٢٠٢٠ إلى ٢ تريليون دولار في ٢٠٢٥ ومن المتوقع أن تخسر البنوك التقليدية من حصتها السوقية ما يقدر بـ ٢٨٠ مليار دولار لصالح نجوم التقنية المالية ونماذج الأعمال الرقمية والبنوك الرقمية الصاعدة ..
ليس كل ابتكار بالضرورة ابتكار مزعزع .. كانت هذه الحلقة الثالثة من بودكاست مصرفية غير تقليدية .. شكراً لمتابعتكم Banking Unusual